تأملات قلقة!
انقطعتُ عن النوم في ذات الغرفة مع أخواني منذ بداية مبكرة في حياتي؛ إذ كانوا أكبر مني سنًا وتفرّقت بنا السُبل في دروب الأرض بحثًا عن خشاشها. والآن نعيش في مدينة واحدة لكُل منا بيت وحياة ولكننا نحرصُ على لقاء الجمعة.
مؤخرًا بدأت لديّ عادةً غريبة! صرير الأسنان أثناء النوم وهي أصوات تصدر عن حك الفك العلوي بالفك السُفلي ولا يستطيع فعلها المرء وهو في يقظته إنما في أعماق نومه! وهذه العادة تزعجني من ناحيتين؛ أولاً أنها توقظني من نومي، وثانيًا أنها تؤلمني قليلاً.
بحثتُ في عالم الإنترنت عن أسبابها فتنوّعت ما بين اضطرابات نفسيّة، أو قلق أو ضغوط يعني (فترة وتمر) فعرضتُ مشكلتي هذه على إخواني وكان والدي حاضراً بيننا.. قفز أكبرنا وقال أنا أعانيها منذ شبابي! والآخر قال ذات الشيء والثالث! حتى أحدهم قال إن أبنه ذو الثمان أعوام يعاني من ذات الأمر! أخيرًا قال والدي: كان جدكم يمر بذات الأمر.
هل ورثنا القلق؟ أم أنها جينات وراثية كحجم الأنف وطول القامة؟ أم أن ضغوطًا ضاق بها جدي أو جده أو جدنا الأكبر! ثم بدأ يسرّبها مع الحيوانات المنويّة لأبنائهِ وأحفاده؟ هل حُكم علينا بالقلق؟ وأن نعيش توترًا ليس لنا؟ كأن يهرب حمارًا لجدي الخامس فنام قلقًا من أين يأتي بدابةٍ فتسرّب إلينا قلقه تلك الليلة؟
هل كانت جدةً؟ امرأة في زمنٍ توأد فيه البنات وحملت بأنثى؟ أو عشيقةً في الدولة العباسية أو الأموية؟ أو جدةً قريبة تزوجت بعد عناء فهرّبت قلقها مع مولودها الأول لتحكم على ذريتها بهذا القلق الذي ينطلق من أعماق النوم؟
عجيب وغريب!