إستهلال .. أو بداية!
لماذا أدوِّن؟
عندما أنشأت هذه المدونة، جاءني ذلك السؤال الفلسفي: لماذا تفعل ما تفعل؟ وبشكل أكثر وضوحًا: لماذا أدون؟ أو لماذا أنشئ هذه المدونة؟ الحقيقة أنني حتى هذه اللحظة لا أجد إجابةً واضحة وشافية، لكنني أتذبذب حول الكثير من الإجابات التي قد تصنع صورة كاملة حول رغبتي وأهمية هذا الأمر بالنسبة لي لعلّني أجدها معكم في السطور القادمة..
هاجس الكتابة
منذُ فترة مبكرة من حياتي وأنا أكتب، لكن ما الذي أكتبه؟ في بداية الأمر كنت أستعير عدد من الكتب القصصية من مكتبة المدرسة (مصادر التعلم) ولكن لضيق الوقت -إذ كنت ملزمًا بإعادتها في اليوم التالي- كنت أنسخها بيدي في أحد الدفاتر، حتى أعود لها مستقبلاً واقرأها دائمًا. أما مابعد تلك المرحلة فقد نسيت تمامًا ما إن كنت أكتب أو أدوِّن شيئًا حتى وقعت قبل فترة على كتاب مدرسي حوّلته إلى يوميات، أكتب فيها ما يحدث في المدرسة من وقائع، ولا أعلم هدفي من ذلك. إن كان توثيقًا أو تربصًا!.
ولأنني من الجيل زد فقد اشتغلتُ بالحاسب الآلي والهواتف الذكية من طفولتي إذ تملّكتُ هاتفي الذكي الأول في بداية المرحلة المتوسطة، وقبلها حاسب آلي محمول (لابتوب) مما جعل القراءة والكتابة شيء جانبي أو لايهمني لافتتاني بهذه التقنية وهذا التواصل السريع والحياة الإفتراضية..
في منتصف المرحلة الثانوية بدأت بدايات جادّة في مسألة الكتابة والقراءة إلا أنها كانت متقطعة بشكل متكرر، فالقراءة كنت أنهي في عام واحد كتابًا أو كتابين (روايات في الغالب) أما الكتابة فلم تكن إلا بوح بالمشاعر نتيجة لعدد من الحوادث المأساوية التي حدثت في تلك الفترة، أو محاولات مزجاة ككلمة الخريجين من المرحلة الثانوية أو الإذاعة المدرسية.
الركض خلف التدوين
لم أتطرق في الجزئية السابقة إلى الكتابة أو التدوين في مواقع التواصل الاجتماعي إذ أنشأت حسابي الأول في فيسبوك قبل ٢٠١٠ وتويتر بعده بعام. مما أتاح لي منصة للتدوين وكتابة اليوميات بشكل جزئي وغير منظم وأحيان يرافقه الكثير من طيش الشباب وثورة العواطف والمشاعر، فكانت عبارة عن متنفّس للتعبير (ما الذي يؤرق طفلاً في الثانية والثالثة عشر من عمره!!) إلا أن التجربة لم تكن كاملة كما أسلفت لذلك لا أعتبرها بداية للتدوين والكتابة، لكن ستكون مقياسًا لتأريخ بداياتي التدوينية.
بعد هذه اللمحة البسيطة حول التدوين في حياتي أثناء المرحلة الدراسية والتي لم تكن محاولات جادة إنما أحاديث نفس، تخرجتُ من الثانوية وانقطعت عن الدراسة مما أتاح لي الوقت الكافي للتفكير، والبحث عن مهرب من الفراغ الذي أحاط بي، فبدأت رحلة القراءة، ولم تكن قراءة مكثفّة إلا أنها تطورت قليلاً عن ما مضى من كتاب وكتابين إلى ١٠ كتب في العام الواحد. ولكن هاجس التدوين لا يزال يعصف بي مما جعلني أدخل تويتر وأعيد تفعيل حسابي المتوقف من ٢٠١١ بعدد من التغريدات الجديدة في كل مجال (بحثًا عن الذات) مابين بوح بمكنونات النفس، ومشاركة للقراءات أو الاهتمامات الأدبية، أو التراث والتاريخ، والإعلام.. حتى وصلت إلى ٢٠٢١ لأتوقف. وأعود مجددًا تحت اسم مستعار! نعم بقيت ثلاثة أعوام أكتب تحت اسم مستعار، إما في حساب منصات اجتماعية (تويتر-انستجرام-تلجرام) أو مواقع الكترونية للتدوين والكتابة (أدب-سرد).
هذه الفترة أتاحت لي إطلاع واسع على التدوين والمدونات، والنشر وإثراء المحتوى الإلكتروني بالخبرات الشخصية أو مشاركة المعارف من القراءة أو الإطلاع. مما أيقظ هاجسي للتدوين والبحث عن منصة تعبر عن الحسين فقط، بطريقته الركيكة في التدوين أو بمعارفه القليلة! أو حتى بتجاربه الأقرب ما تكون إلى الفقر .. ولكن هذا لا يعني أن أتوقف عن الكتابة عن أحصل على أكبر مساحة من التجارب أو المعرفة، بل يُبنى هذا الأمر تراكميًا مع الوقت، أرجو أن أعود يومًا إلى هذه التدوينة لأقرأها وأجد فرقًا شاسعًا بين الحسين هذا والحسين ذاك..
وبهذا أختم هذه التدوينة الأولية لأقول لمن يقرأها أن عالم التدوين عالم لا قواعد له حتى الآن، ولأن التدوين شيءٌ شخصي فكل مدوِّن يدون وفقًا لطريقته الشخصية التي تجعله أكثر راحة للأمر. لهذا لا أعدك أن تكون هذه المساحة خالية من الأخطاء الأملائية واللغوية، لكنني أحاول ما أستطعت أن أتجنبها.. والله المعين والمستعان.