لماذا أحب العمل المرن؟
أكتب هذه التدوينة وأنا أشرب قهوة المساء، قبل أن أحمل حقيبتي مجددًا للعودة إلى العمل للفترة الثانية! نعم أعمل في وظيفة بفترتين .. لعدة أسباب يطول ذكرها. وبما في طريقة العمل هذه من سلبيات إلا أن هنالك إيجابيات أحبُّ استحضارها دائمًا.
في الاجازة الصيفية تحول العمل إلى فترة واحدة كبقية الموظفين في أي دائرة ومنظمة، وهذا يعني أنني جربتُ الطريقتين، فترة الدوام المرنة أربع ساعات صباحية و أربع ساعات مسائية وفترة الدوام الكامل ثمان ساعات متواصلة، أجدُ أن الدوام المرن يناسبني بشكل تام، لأنه يقيني أولاً من الفراغ! ففي فترة الدوام الكامل تعود بعد عمل متواصل مُنهك وتقضي بقية يومكَ إما مرهقًا أو دائرًا في دوّامة الفراغ، إن لم تكن ممن يملأ وقته بالهوايات والاهتمامات، وهذه بالنسبة لي حرية واتساع في الوقت قد يعود وبالاً على صاحبه، في زمن المشتتات والمُلهيات.
في الدوام المرن، تجد أنك تستطيع العمل أربع ساعات متواصلة بدون أي انقطاع وبدون التملل من الوقت الطويل، وتقسيم الوقت على المكتب يجعلك تستمتع بكل دقيقة تعملها - إن كنت في بيئة تحب العمل فيها طبعًا - فما إن تبدأ بإنجاز ماعليك وتستغرق فيه حتى تجد أن الساعة تشير لموعد المغادرة. لتعود مجددًا بحماسك في الفترة الثانية من العمل.
لم أكن أكثر إنجازًا في حياتي قبل العمل المرن، المدونة على سبيل المثال، لم أكن يومًا أجد أنه من المناسب أن أنشئ مدونة إلا بعد العمل فترتين، إذ جعلني هذا العمل أن أستغل الأوقات المتبقية لي في يومي لإنجاز شيء ما على المستوى الشخصي، القراءة، أو الكتابة! وحتى العودة للقائمة المسلسلات المركونة منذ سنوات إلى العودة للهوايات المفضلة كألعاب الفيديو والتصميم والتصوير الفوتغرافي! كل ذلك وجدته عندما وجدت أن وقتي أصبح محدودًا وأن عليَّ أن أستمتع وأمارس مابقيَّ من وقت لصالح نفسي وفي تطوير ذاتي.
كان في خَلدي أن أكتب هذه التدوينة لتكون عن الرتابة والروتين الذي أعيشه في يومي بعيدًا عن الخروج عن المألوف لكوني شخص يقدس الروتين! لكن للأسف إنحنى مسار التدوينة على غير ما توقعنا. لهذا نؤجل الحديث عن الروتين والرتابة وفضائلها إلى وقتٍ آخر، تشير الساعة الآن إلى الرابعة والنصف مساءً أستودعكم الله.