هل أنت مرتاح في علاقاتك؟
لا شك أن أجمل العلاقات تلك التي تشعر تجاهها بشيئين؛ الأمان، والارتياح.. والعلاقات التي تكون خلاف ذلك تكون علاقات مقيدة كالزمالة في العمل أو اهتمامات مشتركة أو علاقات قد تكون مُجبر على وجودها في حياتك. إلا أن رفع الكُلفة وخفض التحفّظ في بعض العلاقات تكون قوةً وتُشعرك بالأمان والراحة.
الأمان هنا هو عبارة عن علاقة مهما خُضت فيها ومهما ظهرت منك بعض الصفات الغير جيدة فستبقى موجودة لأن مابينكما تجاوز حد "القولبة" بأن يراك الآخر في قالبٍ معين ظهرَ منك أو انفعال بدر في لحظةٍ ما. تعلم تمامًا أنك مهما فعلت فستعود في اليوم الثاني وكأن شيئًا لم يكن..
بينما الارتياح في هذه الحالة يكون بخفض التحفّظ بأن تجعل سجيتك تنهمر أمام من ترتاح لهم، وهذه قوة أيضًا.. لأنك تخلع كل الأقنعة التي ترتديها لتدفع عجلة الحياة الخاصة بك؛ ففي الإدارة فأنت موظف بقناع المواظبة والاحترام والانضباط السلوكي، وأمام ابنائك الأب القدوة.. وهكذا في أدوار الحياة جميعًا.
وجود العلاقات التي تحملُ القيمتين السابقة مهمة جدًا في حياة الشخص، وإن لم يكن له اليوم أيًّا من هذه العلاقات فليسرع للبحث عنها. لأنها تجعلهُ في إتزان في بقية علاقاته وتشبع لديه هذا الجانب.
أما أنا فقد أكتفيتُ بأصدقاء المدرسة، قد التقينا ببعضنا منذ ما يقارب ١٣ عامًا وإلى الآن نلتقي بطريقة ثابتة ومستمرة. وهذه علاقة من أجمل العلاقات التي أعيشها، وبكوني شخص اجتماعي بدرجة كبيرة ولي علاقات مع كثير من الأشخاص بمختلف التوجهات والأفكار والمدارس، أجد مع أصدقاء المدرسة أو الطفولة متعة لا تضاهيها متعة؛ حتى في السفر أفضل السفر معهم، لأنني أكون على طبيعتي وسجيتي. وإن تعذر السفر معهم أقرر السفر وحيدًا فهذا خير لي من رفيق أقاوم معه طبيعتي وأكبتها.